للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن ذلك قوله تعالى:

{لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ} (١) {إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} (٢) {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} (٣).

ويمكن أن نعرف القرآن بما يمتاز به ويبين خصائصه فنقول هو: كلام الله المعجز المنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم - بلسان عربي مبين، المتعبد بتلاوته، المكتوب في المصاحف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، المنقول إلينا بالتواتر.

وقد نزل القرآن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منجما في ثلاث وعشرين سنة، ثلاث عشرة سنة بمكة وعشر سنين بالمدينة، قال تعالى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} (٤).

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه القرآن حفظه وعلمه أصحابه ليحفظوه في صدورهم وليكتبوه بحسب طرق الكتابة المعروفة لديهم. فكان القرآن محفوظا في الصدور وفي السطور معا والأساس في حفظه في ذلك الوقت حفظه في الصدور لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته أميون قال تعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} (٥).

ولعدم تيسر أدوات الكتابة في زمانهم، وهذه من مزايا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (٦).

ومن هنا كثر الصحابة الذين كانوا يحفظون القرآن ولا أدل على ذلك من أن قتلى معركة اليمامة من حفظة القرآن كانوا سبعين وقتلى بئر معونة كانوا مثلهم (٧).

واتخذ الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتبة للوحي يكتبونه فيما تيسر لديهم من العسب


(١) سورة القيامة الآية ١٦
(٢) سورة القيامة الآية ١٧
(٣) سورة القيامة الآية ١٨
(٤) سورة الإسراء الآية ١٠٦
(٥) سورة الجمعة الآية ٢
(٦) انظر دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة لموريس بوكاي ص ١٧ وما بعدها
(٧) مناهل العرفان للزرقاني ١/ ٢٤٢