حفظ الدين، وجمع القرآن وإن لم يرد به دليل جزئي يشهد له إلا أن هناك جملة نصوص وعدة أدلة شهدت لجنس هذه المصلحة، وهي حفظ الدين.
وحفظ القرآن الذي جمعه زيد بن ثابت في بيت أبي بكر الصديق إلى أن توفي سنة ١٣هجرية، وصارت الصحف بعده إلى أمير المؤمنين عمر إلى أن توفي سنة ٢٣هجرية، ثم انتقلت الصحف إلى بيت حفصة بنت عمر أم المؤمنين ثم إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه.
وفي زمن عثمان - رضي الله عنه- انتشر الصحابة - رضوان الله عليهم - في الأمصار ينشرون دعوة الله ويعلمون الناس القرآن وأحكام الدين الإسلامي. وتأثر كل بلد بالصحابي أو الصحابة الذين وصلوه. فأهل العراق مثلا تأثروا بابن مسعود وعلي بن أبي طالب فأكثروا من الرأي والقياس عند عدم وجود النص. وكذا في قراءة القرآن تعلم كل أهل بلد القرآن من الصحابة الذين كانوا بينهم فأخذ أهل دمشق وحمص عن المقداد بن الأسود وأهل الكوفة عن ابن مسعود، وأهل البصرة عن أبي موسى الأشعري، وقرأ كثير من أهل الشام بقراءة أبي بن كعب.
وكان الصحابة الذين ذكروا أخذوا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا أنه كان بينهم اختلاف في حروف الأداء ووجوه القراءة وكلهم يقرأ ما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن اختلافهم هذا كان ضمن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن. لكن أهل البلاد المفتوحة ما كانوا يعرفون هذه الأحرف السبعة حتى يتحاكموا إليها.
وكان يتجمع في بعض الغزوات كثير من المسلمين بعضهم يقرأ قراءة لم يتعلمها الآخر وظهر هذا جليا في غزوة أرمينية وخشي حذيفة بن اليمان أن يختلف المسلمون ففزع إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه- واقترح عليه جمع القرآن وشرح الله صدر عثمان لاقتراح