للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتحمل أحاديث الإذن أو الأمر بكتابة السنة على من لا يوثق بحفظه.

الرابع: يحمل حديث أبي سعيد على النهي عن تدوين كل السنة لما في ذلك من مشقة، وأما الأحاديث المجيزة فتحمل على جواز تدوين بعض السنة وبشكل فردي.

وخلاصة القول أن السنة حفظت زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحابته في الصدور ودون بعضها في السطور.

وبعد عصر الصحابة بذل العلماء جهودا كبيرة في التثبت من صحة الأحاديث عن طريق دراسة سند الحديث ومتنه دراسة دقيقة. ودراسة السند من العلوم التي اختصت بها الأمة الإسلامية وهو علم هام يتوقف عليه قبول الحديث أو رده قال علي بن المديني (معرفة الرجال نصف العلم) (١).

وقد بدأ الاهتمام بدراسة سند الحديث في أعقاب الفتنة التي بدأت زمن عثمان - رضي الله عنه -. ومع بداية القرن الثاني الهجري التزم المحدثون بالسند - قال ابن سيرين -[توفي سنة ١١٠هـ]: (لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة، قالوا: سموا لنا رجالكم، فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم) (٢).

وقد ظهر اهتمام علماء الحديث بسند الحديث من خلال التزامهم بإسناد الأحاديث التي جمعوها في كتبهم وكان هذا في النصف الأول من القرن الثاني الهجري وقد أطلق على هذه الكتب اسم المسانيد التي وصل إلينا بعضها مثل مسند معمر بن راشد - توفي سنة ١٥٢هـ - ومسند الطيالسي - توفي سنة ٢٠٤ - وقد كونت هذه المسانيد مادة


(١) رواه مسلم في المقدمة باب بيان أن الإسناد من الدين. ١/ ١٥.
(٢) رواه مسلم في المقدمة باب بيان أن الإسناد من الدين. ١/ ١٥.