للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا} (١) وقوله: {قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ} (٢) وقوله {يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ} (٣) وقوله: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} (٤). وغيرها.

فلو تأملنا اشتقاقات هذا اللفظ في هذه الآيات لوجدنا أن معناه ليس واحدا فيها، إذ إننا نجد معناه في الآيات الثلاث الأولى "الخلط"، ومعناه في الرابعة والخامسة (السكن) ومعناه في السادسة والسابعة (الثياب) ومعناه في الثامنة (العمل الصالح) فنعلم أن للفظ (اللباس) أربعة وجوه (٥).

أما مثال التفسير للمفردات، فلنأخذ لفظ: "بيع".

قال الراغب الأصفهاني في المفردات (٦) "البيع" إعطاء المثمن وأخذ الثمن، والشراء إعطاء الثمن وأخذ المثمن، ويقال للبيع الشراء، وللشراء البيع وذلك بحسب ما يتصور من الثمن والمثمن، وعلى ذلك قوله عز وجل: {وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ} (٧).

وقال عليه السلام: «لا يبيعن أحدكم على بيع أخيه (٨)» أي


(١) سورة النبأ الآية ١٠
(٢) سورة الأعراف الآية ٢٦
(٣) سورة الدخان الآية ٥٣
(٤) سورة الأعراف الآية ٢٦
(٥) انظر: الأشباه والنظائر لمقاتل ص ١٠٥ تحقيق عبد الله محمود شحاتة.
(٦) هو كتاب المفردات في غريب القرآن تحقيق وضبط محمد سيد كيلاني.
(٧) سورة يوسف الآية ٢٠
(٨) الحديث أخرجه البخاري في صحيحه ج ٣ ص ٢٤ (٣٤ - كتاب البيوع) باب لا يبيع على بيع أخيه، ج ١٠٨٢ ولفظه: (لا يبيع بعضكم على بيع أخيه)، وأخرجه مسلم في صحيحه ج ٢ ص ١١٥٤ (٢١ - كتاب البيوع، ج ٨) بمثله.