للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صور الالتقاء والتعاون والتكامل بين هذه الجامعات!!

وإنه لمن الأهمية بمكان تحقيق " التنسيق بين مفاهيم التعليم في البلاد الإفريقية" وتبادل الأساتذة والطلبة والباحثين بين الدول الإفريقية، وبينها وبين الدول الآسيوية"، و "تبادل البحوث والخبرات والتجارب" (١)، و "تقوية التعاون بين أجهزة التعليم العالي في كل دولة وصانعي القرار فيها، وكافة القطاعات المعنية بتطبيقات البحوث".

لقد تعرض مؤتمر التضامن للشعوب الإفريقية الآسيوية الذي عقد في كوناكري في الفترة ما بين ١١، ١٥ إبريل ١٩٦٠ م للمشكلات الثقافية في إفريقيا وآسيا، وأوضح أنه، وإن كانت الأسبقية في الكفاح ضد الاستعمار هي للأهداف السياسية. . بيد أن الكفاح الوطني السياسي ذاته يجب أن يتلقى العون الصادق من جانب النشاط الثقافي على يد المفكرين؛ لأن الثقافة هي التي تنير البصائر وتوقظ وعي الجميع (٢).

ونحن، وإن كنا نقدر رؤية المؤتمرين، إلا أننا نرى أن الجهاد الثقافي - ولا سيما الأكاديمي - يجب أن يقف في درجة موازية على الأقل للكفاح الوطني السياسي، بل نحن نميل - منطلقين من فقهنا بقوانين الحضارة - إلى أن الجهاد الثقافي والفكري يجب أن تكون له الأسبقية بالنسبة لشتى صور الجهاد السياسي والاقتصادي. .

فالاستقلال السياسي، والاقتصادي، لن يتحققا إلا إذا وجد الإنسان


(١) من توصيات مؤتمر التضامن الإفريقي الآسيوي في كوناكري إبريل ١٩٦٠ م.
(٢) نقلا عن د / شوقي عطا الله. . المرجع السابق ٢٤٥.