أهلها من البدع والمنكرات عن قبر الرسول وفي البقيع، وقد أنكر ذلك وحذر منه.
ثم عاد إلى نجد وسافر منها إلى البصرة وأخذ عن علمائها كذلك ورأى في البصرة ما هو أشد مما رأى في المدينة المنورة، رأى القبور المسرجة والطائفين يتمسحون بالقبور والبدع والمنكرات ولم يطق - رحمه الله - صبرا على ذلك فأنكر عليهم الباطل وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر فأخرجه أهلها وطردوه من البصرة في حمارة القيظ حافي القدمين عاري الرأس. ليس عليه سوى ثوبه وقميصه. . وكاد الشيخ أن يهلك عطشا لولا أن هيأ الله له من حمله إلى الزبير وسقاه، وعاد منها إلى نجد عن طريق الأحساء وعاد إلى حريملاء حيث نقل أبوه من قضاء العيينة إلى قضائها. ثم توفي والده سنة ١١٥٣ هـ، فواجه وحده كيد خصوم الدعوة ولكن بعد أن ذاع صيته وانتشر خبر دعوته، وألف في تلك الفترة كتابه (التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) ثم ضاق أهل حريملاء بدعوته فطردوه وهمت طائفة من عبيدهم بقتله وتسوروا عليه بيته ولكن الله نجاه فذهب إلى العيينة واستقبله أميرها ابن معمر وأحسن وفادته وهدم ما كان في العيينة وما حولها من قباب ومشاهد على القبور وقطع الأشجار التي يتبرك بها بعض الناس.
وما زال أعداء الدعوة يتربصون به حتى أخرج الشيخ من العيينة وتوجه إلى الدرعية ووجد من أميرها محمد بن سعود العون والمساعدة فتبايعا على نصرة دين الله وإحياء سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإماتة البدعة.
وانطلقت الدعوة بعد أن اتخذت الدرعية قاعدة لها فكاتب الشيخ رؤساء البلدان وأهلها وعلماءها يدعوهم إلى الانضمام إلى دعوته فاستجاب كثير منهم.