للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عمن استعاذ بخلقه أن استعاذته رهقا وهو الطغيان فقال:

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} (١).

واحتج أهل السنة على المعتزلة في أن كلمات الله غير مخلوقة بأن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بقوله:

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} (٢) و «أعوذ بكلمات الله التامات (٣)» وهو لا يستعيذ بمخلوق أبدا.

والمستعيذ: هو رسول الله وكل من اتبعه إلى يوم القيامة.


(١) سورة الجن الآية ٦
(٢) سورة الفلق الآية ١
(٣) رواه البخاري جـ ٤، ص ١١٩ ونصه: "عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ". وقال ابن حجر رحمه الله تعالى: "وقوله (بكلمات الله) قيل المراد بها كلامه على الإطلاق وقيل أقضيته وقيل ما وعد به، كما قال تعالى: {وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل} والمراد بها قوله تعالى: "ونريد أن نمن على الذين استضعفوا الأرض" المراد بالتامة الكاملة وقيل النافعة وقيل الشافية وقيل المباركة وقيل القاضية التي تمضي وتستمر ولا يردها شيء ولا يدخلها نقص ولا عيب. قال الخطابي كان أحمد يستدل بهذا الحديث على أن كلام الله غير مخلوق، ويحتج بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يستعيذ بمخلوق". أ. هـ فتح الباري: ابن حجر جـ. ٦ ص ٤١٠.