للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعقدن الخيوط وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يردن من السحر.

والنفث: هو النفخ مع ريق وهو دون التفل، وهو مرتبة بينهما (١).

والنفث: فعل الساحر. فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور واستعان بالأرواح الخبيثة نفث في تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر مقترن بالريق الممازج. وقد تساعد هو والروح الشيطانية على أذى المسحور فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري.

ولما كان تأثير السحر من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة قال سبحانه: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ} (٢) بالتأنيث دون التذكير.

وقد دل قوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (٣) على تأثير السحر، وأن له حقيقة. وقد أنكر ذلك طائفة من أهل الكلام وقالوا: "إنه لا تأثير للسحر لا في مرض ولا في قتل ولا حل ولا عقد. قالوا: وإنما


(١) ولخروج الهواء من الفم درجات أولها النفخ ثم النفث ثم التفل ثم البزق
(٢) سورة الفلق الآية ٤
(٣) سورة الفلق الآية ٤