للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصيب به (١).

وقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} (٢) دليل على أن النفث يضر المسحور في حال غيبته (٣) عنه ولو كان الضرر لا يحصل إلا بمباشرة البدن ظاهرا كما يقوله هؤلاء لم يكن للنفاثات شر يستعاذ منه (٤)، وأيضا فإذا جاز على الساحر أن يسحر أعين جميع الناظرين مع كثرتهم حتى يروا الشيء بخلاف ما هو به مع أن هذا تغير (٥) في إحساسهم فما الذي يحيل تأثيره في تغير بعض أعراضهم وطباعهم وقواهم. فإذا غير إحساسه حتى صار يرى الساكن متحركا، والمتصل منفصلا، فما المحيل لأن يغير صفات نفسه حتى يحصل (٦) المحبوب إليه بغيضا والبغيض محبوبا، وغير ذلك من التأثيرات. وقد قال تعالى عن سحرة فرعون إنهم: {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} (٧) الآية.

فبين سبحانه أن أعينهم سحرت (٨) وذلك إما:

أن يكون لتغير حصل في المرئي، وهو الحبال والعصي، مثل أن يكون السحرة استعانت بأرواح حركاتها وهي الشياطين فظنوا أنها


(١) كذا في المخطوطة وهي عند ابن القيم (بما أصيب به منه) بدائع الفوائد جـ ٢ ص ٢٢٧.
(٢) سورة الفلق الآية ٤
(٣) أي أن السحر يقع ولو لم يكن المسحور حاضرا عند الساحر.
(٤) لأن النفاثات ينفثن في العقد وليس في جسد المسحور.
(٥) في المخطوطة (تغيرا) وهو لحن فصححته.
(٦) عند ابن القيم رحمه الله تعالى (حتى يجعل) بدائع الفوائد جـ ٢ ص ٢٢٧.
(٧) سورة الأعراف الآية ١١٦
(٨) الحاصل أن الذي يستطيع أن يسحر القوى الجسدية قادر على أن يسحر القوى النفسية