للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وسائط. ومن له فطنة وتأمل أحوال الأرواح وتأثيراتها وتحريكها الأجسام رأى عجائب وآيات دالة على وحدانية الله وعظم ربوبيته، وأن ثم عالما (١) آخر تجري عليه أحكام أخر، يشهد آثارها، وأسبابها غيب عن الأبصار فتبارك الله رب العالمين وأحسن الخالقين.

والعاين والحاسد يشتركان في شيء ويفترقان في شيء. فيشتركان في أن كلا منهما تتكيف نفسه وتتوجه نحو من تقصد أذاه، والعاين تتكيف نفسه عند مقابلة المعين ومعاينته، والحاسد يحصل حسده في الغيبة والحضور.

ويفترقان في أن العاين قد يعين من لا يحسده من حيوان أو زرع، وإن كان لا ينفك من حسد صاحبه (٢) بل ربما أصاب نفسه.


(١) في المخطوطة (عالم) والصواب (عالما) لأنها اسم أن مؤخر.
(٢) أي صاحب الحيوان أو الزرع، فلا يخلو العاين من الحسد.