للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وصار عياض ونزل بجنده على الرهاء (١)، فصالحه أهله على مثل صلح حران، وبعث أبا موسى إلى نصيبين فافتتحها (٢).

ولا تعلم بالضبط متى سمح عمر بن الخطاب لأبي موسى بالتخلي عن ولايته في اليمن والإقبال على الجهاد في ساحاته، فقد توفي أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأبو موسى أحد عماله باليمن، وكانت وفاة أبي بكر في شهر ذي القعدة من سنة ثلاث عشرة الهجرية، (٣) ولم يذكر أبو موسى في سوح الجهاد إلا في سنة سبع عشرة، فهل بقي في اليمن هذه المدة أم غادرها دون أن يذكر المؤرخون عن تاريخ مغادرته شيئا؟

كما أن أبا موسى لم يفتح نصيبين، ولم يكن مع عياض بن غنم فاتح الجزيرة، وقد ذكرنا ذلك لإحقاق الحق، وفتح الجزيرة مبسوط في كتاب: قادة فتح العراق والجزيرة.

ولم يلتحق أبو موسى بأبي عبيدة بن الجراح بأرض الشام بعد فتح الجزيرة، فشهد بعض فتوحات الشام تحت لواء أبي عبيدة (٤)، كما لم يكن مع أبي عبيدة حين مات بالطاعون (٥) لأنه كان سنة سبع عشرة الهجرية وثماني عشرة الهجرية واليا على البصرة وفي الفتوح في مناطق شرق العراق كما سنذكر ذلك وشيكا، إذ كان أبو موسى حينذاك في


(١) الرهاء: مدينة تقع على أحد روافد نهر البليخ، وكانت مدينة محصنة.
(٢) ابن الأثير (٢/ ٥٣٣)، وانظر الطبري (٤/ ٥٣).
(٣) العبر (١/ ١٦)
(٤) الإصابة (٤/ ١٢٠).
(٥) الطبرى (٤/ ٦١) وأسد الغابة (٣/ ٢٤٦).