وكان عثمان بن أبي العاص الثقفي قد فتح مدينة سابور سنة ثلاث وعشرين الهجرية، إلا أنها انتقضت وغدرت، فاستعاد أبو موسى فتحها عنوة سنة ست وعشرين الهجرية، وكان على مقدمته عثمان بن أبي العاص الثقفي (١).
لقد أبلى أبو موسى بلاء حسنا في جهاده جنديا وقائدا، وكانت غايته الجهاد، ولا يعتبر المنصب إلا وسيلة لتحقيق غايته، فلم يكن يكترث أن يجاهد جنديا أو قائدا، ورئيسا أو مرءوسا، ما دام يحقق غايته في الجهاد من موقعة قائدا أو مقودا، لذلك أثمر جهاده ثمرات يانعة في ساحة بلاد فارس بخاصة، وحسبنا أن نذكر له، أنه فاتح الأهواز والسوس وأصبهان والدينور وماسبذان وقم وقاشان، واستعاد فتح سابور من جديد، هذا بالإضافة إلى المعارك الكثيرة التي شهدها بقيادة غيره، مثل معركة فتح الفتوح في نهاوند، وبالإضافة إلى المناطق الشاسعة الكثيرة التي وجه إليها قادته لفتحها أو وجه إليها رجاله من أهل البصرة لفتحها. أو المعاونة على فتحها. لقد كان جهاد أبي موسى بحق عظيما.