للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام الشعبي: "انتهى العلم إلى ستة "، وذكر أبا موسى فيهم. وقال الحسن البصري: "ما أتاها - يريد البصرة - راكب خير منه" يعني أبا موسى (١).

وكان دقيقا غاية في تحري العلم: في نقله بصدق، وفي تعليمه بأمانة، وهو القائل: "من علمه الله علما، فليعلمه، ولا يقولن ما ليس له به علم، فيكون من المتكلفين ويمرق من الدين" (٢).

وحين ولاه عمر بن الخطاب البصرة، قال لأهل البصرة: "إن أمير المؤمنين عمر بعثني إليكم أعلمكم كتاب ربكم عز وجل، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، وأنظف لكم طرقكم (٣) "، وكان أبو موسى هو الذي فقه أهل البصرة وأقرأهم (٤) القرآن الكريم، وسكن الكوفة وتفقه به أهلها (٥).

وجمع أبو موسى القرآن في البصرة يوما، وقال: "لا تدخلوا علي إلا من جمع القرآن" فدخل عليه زهاء ثلاثمائة، فعظم القرآن وقال: "إن هذا القرآن كائن لكم أجرا، وكائن عليكم وزرا، فاتبعوا القرآن ولا يتبعنكم القرآن، فإنه من اتبع القرآن هبط به على رياض الجنة، ومن تبعه القرآن زج في قفاه فقذفه في النار" (٦).


(١) الإصابة (٤/ ١٢٠).
(٢) طبقات ابن سعد (٤/ ١٠٩).
(٣) حلية الأولياء (١/ ٢٥٧).
(٤) الإصابة (٤/ ١٢٠).
(٥) الإصابة (٤/ ١٢٠).
(٦) صفوة الصفوة (١/ ٢٢٦) وانظر حلية الأولياء (١/ ٢٥٧).