وزر بن حبيش وأبو عثمان النهدي وأبو رافع الصائغ وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ومسروق بن أوس الحنظلي وغيرهم كثيرون (١).
هكذا كان أبو موسى، يسر الله له، أن يصبح عالما بالكتاب وعلومه، محدثا يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبرز أصحابه، ويروي عنه الصحابة والتابعون ومن تبعهم بإحسان حتى لحق بالله، فقضى أيامه معلما ومتعلما، ومسترشدا ومرشدا، ولم يبخل على أحد بعلمه، وكان يعتبر العلم عبادة من أجل العبادات، يسهر على تعلمه كما يسهر على تعليمه، لذلك تخرج في مدرسته طلاب كثيرون، لا ينفكون يفخرون بعلمه، الذي لم يرد به إلا وجه الله، ولم يرد به سمعة ولا مالا، فبقي علمه ينتفع به الناس ويمكث في الأرض، ومضى محبو السمعة والمال وما حرصوا عليه من سمعة ومال، فإذا بالعلم وحده هو الباقي، وإذا بالسمعة والمال سراب.