للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «العبادة في الهرج كهجرة إلي (١)».

وعن الحسن البصري رحمه الله قال: لو أن رجلا من الصدر الأول بعث ما عرف من الإسلام شيئا إلا هذه الصلاة.

ثم قال: أما والله لئن عاش إلى (٢) هذه المنكرات فرأى صاحب بدعة يدعو إلى بدعه، وصاحب دنيا يدعو إلى دنياه فعصمه الله. وقلبه يحن إلى ذلك السلف ويتبع آثارهم ويستن بسنتهم ويتبع سبيلهم كان له أجر عظيم) وروى المبارك بن فضالة (٣) -أحد علماء الحديث بالبصرة - عن الحسن (٤) البصري: (أنه ذكر الغني المترف الذي له سلطان يأخذ المال ويدعي أنه لا عقاب فيه، وذكر المبتدع الضال الذي خرج بسيفه (٥) على المسلمين وتأول ما أنزل الله في الكفار على المسلمين.

ثم قال: سنتكم -والله الذي لا إله إلا هو- بينهما وبين (٦) الغالي [٣ / ب] والجافي والمترف والجاهل فاصبروا عليها؛ فإن أهل السنة كانوا أقل الناس الذين لم يأخذوا مع أهل الأتراف أترافهم (٧)، ولا مع أهل البدع أهواءهم، وصبروا على سنتهم حتى أتوا ربهم فكذلك فكونوا إن شاء الله.


(١) صحيح مسلم رقم ٢٩٤٨ وأخرجه الترمذي في الجامع رقم ٢٢٠٢ وابن ماجه في السنن رقم ٣٩٨٥ وأخرجه أحمد في المسند ٥/ ٢٥، ٢٧ وعبد بن حميد في المنتخب رقم ٤٠٢ بلفظ (العبادة في الفتنة كالهجرة إلي).
(٢) الأصل و (ط): على.
(٣) أبو فضالة البصري، جالس الحسن ثلاث عشرة سنة، صدوق يدلس ت ١٦٦. تقريب / ٥١٩.
(٤) في كشف الكربه / ٢٤: روى ابن المبارك عن الفضيل عن الحسن.
(٥) (ط): بسيفه. ساقطة.
(٦) (ط): بينها وبين. تحريف.
(٧) (ط): في أترافهم.