للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بوالدتي، فقالت لي أمي: يا سعد! ما هذا الذي أراك قد أحدثت؟! لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب [ولا أستظل] (١) حتى أموت. فتعير بي. ويقال: قاتل أمه. فقلت لا تفعلي يا أمه؛ فإني لا أدع ديني هذا لشيء. فمكثت يوما وليلة لا تأكل ولا تشرب ولم تستظل. فأصبحت وقد اشتد جهدها، فمكثت يوما آخر وليلة لا تأكل فأصبحت وقد اشتد جهدها. فقلت: يا أمه، والله لو كان لك مائة نفس! فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني هذا لشيء. فإن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي، فأكلت.

ورواه مسلم في صحيحه: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه وزهير بن حرب حدثنا الحسن بن موسى حدثنا زهير حدثنا سماك بن حرب حدثني مصعب بن سعد عن أبيه فذكره بنحو هذا السياق وفيه: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شجروا (٢) فاها بعصا، ثم أوجروها (٣) فنزلت {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (٤) الآية.

وصلى الله على محمد وآله وصحبه.


(١) إضافة من (ط).
(٢) أي: أدخلوا في شجره (مفتح الفم) عودا حتى يفتحوه به نهاية ٢/ ٤٤٦.
(٣) الوجور: الدواء يوجر في وسط الفم. الصحاح ٢/ ٨٤٤.
(٤) سورة العنكبوت الآية ٨