للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أخبار الرسول وحي كالقرآن:

وهل يخفى على ذي عقل سليم أن تفسير القرآن بهذه الطريق خير من أقوال أئمة الضلال وشيوخ التجهم والاعتزال كبشر المريسي، والجبائي، والنظام والعلاف وأضرابهم من أهل التفرق والاختلاف.

فإذا كانت أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم لا تفيد علما فجميع ما يذكره هؤلاء لا يفيد علما ولا ظنا.

والله سبحانه وتعالى أنزل على نبيه الحكمة كما أنزل عليه القرآن، والحكمة هي السنة كما قال غير واحد من السلف. فإن الله تعالى قال {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ} (١)

والمراد بالسنة ما أخذ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوى القرآن، كما قال صلى الله عليه وسلم «ألا وإني أوتيت الكتاب ومثله معه (٢)».

قال الأوزاعي عن حسان بن عطية كان جبرائيل ينزل بالقرآن والسنة يعلمه إياها، كما يعلمه القرآن.

فهذه الأخبار التي زعم هؤلاء أنه لا يستفاد منها علم، نزل بها جبريل من عند الله عز وجل.


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٤
(٢) الحديث في: سنن أبي داود (كتاب السنة ٥) المسند ٤/ ١٣١