اللهم صل وسلم على من بعثته رحمة للعالمين ورسولا إلى الناس أجمعين وحجة على المخالفين والمعاندين وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين: أما بعد.
فيسعدني جدا أن ألتقي بك أيها القارئ الكريم في هذه الأسطر وذلك لنبحث معا أمرا يهم الجميع، وخاصة من ولاهم الله أمر المسلمين وهو " حتمية تطبيق شرع الله في الأرض " في كل أمور الحياة صغيرها وكبيرها، ما يتعلق منها بالأفراد وما يتعلق بالجماعات وكذلك علاقة الفرد بالحاكم، وعلاقة الحاكم بالمحكومين وعلاقة المحكومين بعضهم ببعض، فما دمنا قد آمنا بالإسلام دينا وعقيدة، فلا بد أن نرضى به حكما وتشريعا ومنهجا في كل جوانب الحياة، ولا نرضى به بديلا أو عنه تحويلا، وإلا كان هذا تناقضا منا وتجاهلا لما هو واجب علينا، وانحرافا عن جادة الحق والصواب؛ لأن أوامر الله ونواهيه تنتظم حياة الفرد في جانبها الخاص، وأسرته ومجتمعه وأمته ودولته، فاقتضى التوحيد الكامل احترام هذه الأوامر وإقامتها في ظل هذه الجوانب جميعا أي في نفس الإنسان وأسرته ومجتمعه وأمته ودولته، وفي كل الأصعدة وعلى جميع المستويات، الصعيد السياسي والثقافي والاجتماعي والدولي والاقتصادي وفي كل شأن من شئون المسلمين، ولا يمكن الاستجابة لذلك إلا بأمور أهمها: