للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

معرفة ما جاء به وطاعته إذ هذا هو طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم (١) نعم: إن من الأسس التي يقوم عليها التحاكم إلى شرع الله في الأرض أن يبذل المسلم وسعه في معرفة ما جاء به صلى الله عليه وسلم والعمل به وتقديمه على غيره ورد كل ما سواه. قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد (٢) وقال ابن عبد البر وابن تيمية رحمهما الله تعالى: لا قول لأحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق بالأخذ والعمل بها، وهذا شأن كل مسلم ومن هنا تتبين مكانة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدين ومنزلته بين المرسلين، وعظم ما جاء به عن رب العالمين، فطاعته والانقياد لما جاء به حتم على جميع العالمين بل على الثقلين الجن والإنس أجمعين.

والمسلم حقا هو الذي يقتفي أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتمثل أمره ويتجنب نهيه ويهتدي بسنته. {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ} (٣) إذا تقرر هذا فإن محمدا صلى الله عليه وسلم ليس قصة تتلى في يوم ميلاده كما يفعل الناس اليوم إلا من رحم الله، وليس التنويه به يكون في


(١) انظر فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ج ١ ص ٤، ٢٦٠.
(٢) هدية السلطان إلى مسلمي بلاد جابان ص ٢٠.
(٣) سورة آل عمران الآية ١٠١