للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة والآية الثانية يصح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.

٢ - قوله تعالى {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} (١). قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.

٣ - قوله تعالى {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا} (٢) عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف وقد غلطه ابن الحصار بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.

٤ - قوله تعالى {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٣) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (٤) الآية. وكذلك قوله تعالى {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} (٥) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} (٦) الآية وكذلك قوله تعالى {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} (٧) وهذه الآيات ليس فيها نسخ وليست من بابه وإنما هي من قبيل التخصيص باستثناء أو غاية. وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ.

٥ - وكذلك قوله تعالى {وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ} (٨). قيل: إنه نسخ بقوله {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ} (٩). وليس كذلك وإنما هو مخصوص به (١٠).


(١) سورة التين الآية ٨
(٢) سورة البقرة الآية ٨٣
(٣) سورة العصر الآية ٢
(٤) سورة العصر الآية ٣
(٥) سورة الشعراء الآية ٢٢٤
(٦) سورة الشعراء الآية ٢٢٧
(٧) سورة البقرة الآية ١٠٩
(٨) سورة البقرة الآية ٢٢١
(٩) سورة المائدة الآية ٥
(١٠) انظر الإتقان ج٣ ص٦٣ - ٦٤.