للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في كيانه أولى البذور التي تمنحه المؤشر السليم إلى الاتجاه الأقوم، وقد رأينا ملامح ذلك الاتجاه في وصايا لقمان لابنه في صدر السورة التي تحمل اسمه من القرآن العظيم، وطبيعي أن الله لم يعرض لنا هذه الوصايا إلا لنعمل بها على أنها النموذج الأمثل للتربية التي يحبها الله. وقد رأينا مجمل هذه الملامح في دعاء امرأة عمران ربها في سورة آل عمران إذ قالت {رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا} (١) وهو عهد ترفعه هذه الأم الفاضلة إلي خالق السماوات والأرض بأنها ستتولى تنشئة مولودها القادم على النهج الذي يرضاه، حتى تكون حياته كلها خالصة له وحده. . . وفي هذا النهج المجمل كل ما فصله لقمان لابنه من أصول الخير والسلوك المفضل. . .

والولد غرس والديه، فإذا أحسنا رعايته وأحاطاه من صالح عملهما بالنماذج المختارة وفق التوجيه الإلهي، أخذ سبيله إلى التسامي حتى يكون هو النماذج الأمثل للإنسان الذي نكاد نفقد مثاله الحي في هذه الأيام. . . ذلك الإنسان الذي سلمت فطرته من الشوائب، وطهرت عقيدته من الزيغ، فاستقام سلوكه في الطريق المضاء بنور الله، لا يعرف انتماء إلا للإسلام، ولا ولاء إلا لله ولرسوله ولكتابه وجماعة المؤمنين. . .


(١) سورة آل عمران الآية ٣٥