للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني: أن يترك الإنسان ما يجب عليه خوفا من بعض الناس فهذا محرم وهو نوع من الشرك بالله المنافي لكمال التوحيد وهذا هو سبب نزول هذه الآية {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} (١) {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (٢) {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} (٣).

الثالث: الخوف الطبيعي وهو الخوف من عدو أو سبع أو غير ذلك فهذا لا يذم كما قال تعالى في قصة موسى عليه السلام {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ} (٤) الآية.

من هذا يظهر أن خوفك من المراقب من النوع الثالث (الخوف الطبيعي) فعليك بإخلاص العمل دائما سواء حضر المراقب أو لم يحضر وأن تضاعف جهودك في تعليم الطلاب ما ينفعهم وتقوي إيمانك بكثرة قراءة القرآن وتدبره والعمل به وأداء الصلاة في وقتها وغير ذلك من شرائع الإسلام نسأل الله لنا ولك الثبات والتوفيق للعمل الصالح.

والله الموفق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة آل عمران الآية ١٧٣
(٢) سورة آل عمران الآية ١٧٤
(٣) سورة آل عمران الآية ١٧٥
(٤) سورة القصص الآية ٢١