للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد شرعت صلاة الاستسقاء عند انحباس القطر. وفيها التوجه إلى الله ودعاؤه والتضرع والتذلل له. وهذا ما ثبت في هديه صلى الله عليه وسلم في صلاة الاستسقاء (١).

وقد حصلت للرسول صلى الله عليه وسلم ولصحابته رضي الله عنهم الخوارق في زيادة الرزق في بعض أوقات الشدة، وهي من معجزاته صلى الله عليه وسلم ومن كرامات الصحابة رضي الله عنهم. فعن جابر قال: «إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية شديدة فجاءوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق. فقال. أنا نازل ثم قام وبطنه معصوب بحجر ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول فعاد كثيبا أهيل أو أهيم فقلت: يا رسول الله ائذن لي إلى البيت فقلت لامرأتي: رأيت بالنبي صلى الله عليه وسلم شيئا ما كان في ذلك صبر فعندك شيء؟ قالت: عندي شعير وعناق. فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم في البرمة. ثم جئت النبي صلى الله عليه وسلم والعجين قد انكسر والبرمة بين الأثافي قد كادت أن تنضج فقلت: طعيم لي. فقم أنت يا رسول الله ورجل أو رجلان قال: كم هو. فذكرت له قال: كثير طيب. قال: قل لها لا تنزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي فقال: قوموا فقام المهاجرون والأنصار فلما دخل على امرأته قال: ويحك جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم. قلت: هل سألك؟ قلت: نعم فقال: ادخلوا ولا تضاغطوا فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ثم ينزع، فلم يزل يكسر الخبز ثم يغرف حتى شبعوا وبقي بقية. قال: كلي هذا وأهدي فإن الناس أصابتهم مجاعة (٢)» وفي رواية أخرى في البخاري


(١) زاد المعاد لابن القيم ٤٥٦ - ٤٥٧.
(٢) رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الخندق ٥/ ٤٥ - ٤٦. والكدية: قطعة صلبة من الأرض لا يعمل فهيا المعول. عاد كثيبا: أي صار المضروب رملا سائلا. البرمة: القدر من الحجر. الأثقية: الحجر توضع عليه القدر.