للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومما تجدر الإشارة (١) إليه أيضا أنه لا يمكن أبدا أن يأتي يوم يصل فيه العلم إلى حقيقة تتعارض مع آية قرآنية قطعية الدلالة لأن القرآن كلام الله والكون صنع الله وكلام الله وصنعه لا يتناقضان أبدا بل يصدق أحدهما الآخر لأن مصدرهما واحد. لذا فقد جاءت الحقائق العلمية مؤيدة لما في كتاب الله تعالى ومصدقة له.

والنصوص القرآنية التي أشارت إلى حقائق علمية كثيرة بينها العلماء في كتبهم وندواتهم ومؤتمراتهم ومحاضراتهم ونكتفي هنا بذكر أمثلة يسيرة:

١ - قال تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ} (٢).

أشارت هذه الآية الكريمة إلى ما يصيب الإنسان من ضيق وعوارض الاختناق عند صعوده إلى طبقات الجو العليا بسبب ما يصاحب هذا الصعود من قلة الضغط الجوي وقلة الأكسجين.

وهذه حقيقة لم يكن يعلم بها أحد لا من العلماء ولا من غيرهم في زمن محمد صلى الله عليه وسلم إلا بعد صعود الإنسان في العصر الحديث إلى طبقات الجو العليا.

٢ - قال سبحانه: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} (٣).

تقرر هذه الآية أن السماوات والأرض كانتا متصلتين ثم وقع الانفصال بينهما بمشيئة الله وقدرته وقد أثبت العلم الحديث ما قالت به الآية قبل أربعة عشر قرنا.


(١) السائح: عقيدة وما يتصل بها ص٢٦٢
(٢) سورة الأنعام الآية ١٢٥
(٣) سورة الأنبياء الآية ٣٠