للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(٢) تكثير الماء ونبعه من بين أصابعه الشريفة

وقد حصل هذا أكثر من مرة وفي أماكن متعددة، وانتفع خلق كثير بهذا الماء.

عن أنس رضي الله عنه «أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بإناء من ماء فأتي بقدح رحراح فيه شيء من ماء فوضع أصابعه فيه، قال أنس: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من أصابعه فحزرت من توضأ منه ما بين السبعين إلى الثمانين (١)».

وعنه رضي الله عنه أنه قال: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بالزوراء فدعا بقدح فيه ماء. فوضع كفه فيه. فجعل ينبع من بين أصابعه فتوضأ جميع أصحابه. فقيل له: كم كانوا يا أبا حمزة؟ قال: كانوا زهاء الثلاثمائة (٣)».

وحصل مثل هذا في الحديبية، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «عطش الناس يوم الحديبية والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة فتوضأ فجهش الناس نحوه. فقال: ما لكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك. فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون فشربنا وتوضأنا. فقيل لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا. كنا خمس عشرة مائة (٦)».

وهذا تكرر أيضا في غزوة تبوك، حيث «كانت عين تبوك قليلة الماء جدا وغرف بعض الصحابة من العين قليلا من الماء حتى جمعوه في شيء، فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها. قال معاذ راوي الحديث: فجرت العين بماء منهمر حتى استقى الناس (٧)».


(١) البخاري كتاب الوضوء ١/ ٥٨، ومسلم كتاب الفضائل ٤/ ١٧٨٣.
(٢) انظر مسلم كتاب الفضائل باب في معجزات النبي عليه الصلاة والسلام ٤/ ١٧٨٣، ٢٢٧٩، والبخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب علامات النبوة في الإسلام ٤/ ١٦٩.
(٣) الزوراء مكان بالمدينة عند السوق والمسجد كما جاء في نص هذه الرواية. (٢)
(٤) انظر البخاري باب علامات النبوة في الإسلام ٤/ ١٧٠.
(٥) الركوة: إناء صغير من جلد يشرب فيه. (٤)
(٦) الجهش: أن يفرغ الإنسان إلى غيره. (٥)
(٧) مسلم كتاب الفضائل ج٤/ ١٧٨٤.