للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الفتوى رقم ٧٨٢

س: (عندنا أولاد ونريدهم يتفكرون بما خلق الله سبحانه وتعالى، هل الأرض التي على سطح الماء ماذا يحملها عن الماء، وقالوا: إن الأرض من سبع طبقات، وكل طبقة بها سكان، ومن عرض ما قالوا لنا: إن من طبقات الأرض سجين أحر من النار يحط - يضع - الله بها أرواح المذنبين والكفار، وقالوا لنا: هاروت وماروت إنهم في الأرض ملائكة معذبين جزاكم الله خيرا ما هو عذابهم)؟

جـ: أولا ليس هناك أرض على سطح الماء حتى تسأل عما يحملها عن الماء، وإنما فوق الماء الهواء والسماء، وقد تماسكت الكونيات كلها ولزم كل منها مكانة بقدرة الله تعالى، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ} (١) وقد يكون هذا التماسك بسر أودعه الله الكائنات يعرفه من هيأ الله له أسباب معرفته من علماء السنن الكونية وغيرهم، وفي صحيح البخاري عن علي رضي الله عنه: «حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله (٢)».

ثانيا: أخبر الله بأن الأرض سبع طبقات فقال: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} (٣) الآية، والعلماء الذين قالوا باجتهادهم إنها طبقات بعضها فوق بعض بينها هواء، ويسكن كل طبقة خلق من خلق الله مستدلين بقوله تعالى: {يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (٤) الآية، ومنهم من قال إنها سبع طبقات متلاصقة بعضها فوق بعض ويستدلون بحديث: «من اقتطع شبرا من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين (٥)».


(١) سورة فاطر الآية ٤١
(٢) البخاري ١/ ٤١ طبعة محمد أوزدمير.
(٣) سورة الطلاق الآية ١٢
(٤) سورة الطلاق الآية ١٢
(٥) متفق عليه.