للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن أعلمكم بأن قلبي والحمد لله مطمئن تماما بالإيمان، إنما تساورني الشكوك - كما ذكرت - في كل عمل أقوم به أو قبل أن أقوم به؛ على سبيل المثال: إذا تحدثت لشخص أو عدة أشخاص تداخلني الشكوك قبل أن أنطق الكلمة بأن هذه الكلمة قد تدل على الكفر والعياذ بالله فأتردد في كلامي وأتلعثم وأحيانا، لا أجد فرصة في مراجعة نفسي في أن أقولها أو لا أقولها، ونظرا للإحراج واستمراري في كلامي تخرج الكلمة مني قهرا دون أن أقصد بها الكفر والعياذ بالله، فقد أدخلني الوساوس هل أكون وقتها كمن ارتد أعوذ بالله من ذلك. ومما يزيد وساوسي أني قد شعرت بالكلمة قبل أن أقولها، فهل أكون كمن أجبر على الكفر حيث إن عيون الأشخاص الذين أتحدث معهم معلقة بي منتظرة منى مواصلة الحديث، ثم أجد أن هذه حجة واهية فتزداد شكوكي ورغم هذا أشعر بأنني لن أترك هذا الدين أبدا مهما عذبت، فكيف بي في تلك اللحظات أثناء الحديث، إنه شعور غريب ينتابني ويقض مضجعي، وإذا حاولت أن أتغاضى عن ذلك لا أستطيع حيث تداخلني الشكوك مرة أخرى: هل يجب علي الآن أن أغتسل كمن أراد الدخول في الإسلام فلا تصح صلاتي إلا بذلك، وهل تلغى كل أعمالي الصالحة السابقة كمن ارتد والعياذ بالله فيجب علي مثلا أن أعيد أداء فريضة الحج. ومما يحدث لي أيضا في حالات الضيق أو الغضب أن أجد نفسي تندفع برغبة نحو أفكار معينة (لا أستطيع ذكرها) ثم لا ألبث أن أتمالك أعصابي وأحاول التخلص من هذه الأفكار، فهل يعتبر ذلك كفرا والعياذ بالله. ومما أريد أن أقوله: أني قرأت حديثا شريفا بما معناه أنه إذا كفر مسلم أخاه قد باء بها أحدهما فهل معنى هذا أن المسلم لو كفر شخصا آخر فقد كفر، أي أصبح حكمه كحكم المرتد تماما، فكيف إذا شعرت بأن ذلك الشخص مثلا كافر ولم أصرح بذلك. وأريد أن أسأل أيضا: هل يعتبر الاعتقاد في بعض الخرافات كرقم النحس (١٣) أو التشاؤم من رمي الأظافر على الأرض وغيرها من هذه الخرافات هل تعتبر كفرا، علما بأن المعتقد بها مسلم تماما ومؤمن بكل ما جاء في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وإذا تاب الشخص ولم