للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فتوى رقم ٩١٠٤

س ١: تفسيرهم الكفر المخرج عن الملة بالجحود فقط، وتارك الصلاة كسلا غير جاحد، أم هناك كفر مخرج من الملة بدون جحود؟

ج١: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. . وبعد: تفسير الكفر المخرج من الملة بالجحود فقط غير صحيح، فإن إنكار المسلم حكما اجتهاديا اختلف فيه الأئمة لا يعتبر كفرا، بل يعذر في ذلك، وقد يكفر من يترك بعض أركان الإسلام عمدا وهو قادر على الإتيان به والإعراض عن النطق بالشهادتين مع القدرة على ذلك وكترك الصلوات الخمس عمدا وكسلا لا جحودا.

س ٢: اعتبارهم تارك الصلاة كافرا كفرا عمليا والكفر العملي لا يخرج صاحبه من الملة إلا ما استثنوه من سب الله تعالى وما شابهه، فهل تارك الصلاة مستثنى وما وجه الاستثناء؟

ج ٢: ليس كل كفر عملي لا يخرج من ملة الإسلام، بل بعضه يخرج من ملة الإسلام وهو ما يدل على الاستهانة بالدين والاستهتار به كوضع المصحف تحت القدم، وسب رسول من رسل الله مع العلم برسالته، ونسبة الولد إلى الله، والسجود لغير الله، وذبح لغير الله، ومن ذلك ترك الصلوات المفروضة كسلا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر (١)» رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه وقوله صلى الله عليه وسلم: «بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة (٢)» خرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما.


(١) سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢١)، سنن النسائي الصلاة (٤٦٣)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٤٦).
(٢) صحيح مسلم الإيمان (٨٢)، سنن الترمذي الإيمان (٢٦٢٠)، سنن أبو داود السنة (٤٦٧٨)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٠٧٨)، مسند أحمد بن حنبل (٣/ ٣٨٩)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٣٣).