للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دول العالم تبث سمومها مستخدمة هذه الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة، وأخطر من ذلك نشاط الفرق الضالة التي تتسمى بالإسلام وهي تكيد له من داخله بالتشكيك في أصوله، ومعاداة السنن وأهلها، ونشر البدع والخرافات وبغض الصحابة والابتعاد عن عقيدة السلف، فأصبح المسلمون مهددين من الداخل والخارج مما يتطلب من الدعاة المخلصين ومن علماء المسلمين مضاعفة الجهود لمقاومة هذه الجيوش الزاحفة على الإسلام وأهله؛ لرد كيدهم في نحورهم، وتبصير المسلمين بدينهم، وبيان كيد عدوهم، ويوم يتنبه دعاة الإسلام لصد هذا الهجوم فإن النصر بإذن الله سيكون حليفهم فإن معهم الحق، والله تعالى يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (١). ويقول تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} (٢) ويكفينا قدوة ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعثه الله رسولا من مقاومة جحافل الشرك والكفر والطغيان، فقد كان الشرك والكفر حين بعثته يعم وجه الأرض، حتى جللت الأصنام الكعبة المشرفة، فكان فوقها ثلاثمائة وستون صنما، والصور تكسو حيطانها من الداخل، فما زال صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويجاهد المشركين إلى أن دخل مكة عام الفتح، واتجه إلى الكعبة فأزال ما عليها وما حولها من الأصنام، وجعل يطعن فيها بالقضيب وهي تتهاوى على وجوهها وهو يقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا إن في هذا درسا للدعاة اليوم وهم يواجهون تحديات الكفر والإلحاد في أن يضاعفوا الجهود في دعوتهم، ويصبروا ويصابروا، والنصر قريب بإذن الله. قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (٣) وقال تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} (٤).


(١) سورة الأنبياء الآية ١٨
(٢) سورة الإسراء الآية ٨١
(٣) سورة محمد الآية ٧
(٤) سورة آل عمران الآية ١٨٦