للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والغنائم، فقال المشيخة للشبان: أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردعا فأبوا، فاختصموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنزلت سورة الأنفال (١)». . رواه عكرمة عن ابن عباس (٢).

ويذكر في سبب نزول سورة يوسف قولين: أما القول الأول فروي عن سعد بن أبي وقاص قال: «أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زمانا، فقالوا يا رسول الله لو قصصت علينا، فأنزل الله تعالى: {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (٣) إلى قوله: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ} (٤) فتلاه عليهم زمانا، فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا، فأنزل الله تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ} (٥)» سورة الزمر آية ٢٣، كل ذلك يؤمرون بالقرآن (٦). ويذكر في سبب نزول سورة المجادلة قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} (٧) فقد روي عن عائشة أنها قالت: «تبارك الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة فكلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب البيت أسمع كلامها ويخفى علي بعضه، وهي تشتكي زوجها وتقول: يا رسول الله: أبلى شبابي، وفترت له بطني، حتى إذا كبر سني، وانقطع ولدي، ظاهر مني اللهم إني أشكو إليك، قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآيات (٨)». وأما الآيات فكان كذلك يتتبع نزول كل آية ويذكرها فهذا أحرى لتفسيرها وتوضيحها وبيان معناها والأمثلة كثيرة لتتبع الآيات ونورد بعضها.

فمثلا عند تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ} (٩) سورة آل عمران آية ١٧٩. ففي سبب نزولها خمسة أقوال، أحدها: «أن قريشا قالت: تزعم يا محمد أن من اتبعك فهو في الجنة، ومن خالفك فهو في النار، فأخبرنا بمن يؤمن بك ومن لا يؤمن بك. فنزلت هذه الآية». . هذا قول ابن عباس (١٠).


(١) سنن أبو داود الجهاد (٢٧٣٧).
(٢) زاد المسير جـ ٣ ص ٣١٦.
(٣) سورة يوسف الآية ١
(٤) سورة يوسف الآية ٣
(٥) سورة الزمر الآية ٢٣
(٦) زاد المسير جـ ٤ ص ١٧٧.
(٧) سورة المجادلة الآية ١
(٨) زاد المسير جـ ٨ ص ١٨٠.
(٩) سورة آل عمران الآية ١٧٩
(١٠) زاد المسير جـ ٩ ص ٥١٠.