للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومثله رواه عنه الأزهري، وابن سيده كما نقله عنه ابن منظور (١).

وروى القرطبي عن النضر بن شميل في معنى الحديث: " أي من سبق في علمه أنه من أهل النار " (٢). .

وقال الزمخشري: " وضع القدم على الشيء مثل للردع والقمع، فكأنه قال: يأتيها أمر الله عز وجل فيكفها عن طلب المزيد فترتدع " (٣). وقال القاضي عياض في مادة " جبر ": " قيل: هو أحد الجبابرة الذين خلقهم الله لها، فكانت تنتظره، وقيل: الجبار هنا الله تعالى، وقدمه: قوم قدمهم الله تعالى لها، أو تقدم في سابق علمه أنه سيخلقهم لها، وهذا تأويل الحسن البصري، كما جاء في كتاب التوحيد من البخاري هو أن الله ينشئ للنار من يشاء فيلقون فيها " (٤). وقيل معناه يقهرها بقدرته حتى تسكن. . وعند أبي ذر في تفسير سورة (ق): حتى يضع رجله. . وإذا أضفنا ذلك إلى أحد الجبابرة كان على وجهه، وإلا كان بمعنى الجماعة التي خلقهم الله لها، والرجل: الجماعة من الجراد، أو يتأول فيه كما يتأول في القدم " (٥). .

ونقل ابن الجوزي عن الحسن - كما سبق عند الهروي - وعن الخطابي - ولم أجده في غريبه - قوله: إنما أريد بذلك الزجر لها والتسكين من غربها كما يقال للأمر تريد إبطاله: وضعته تحت قدمي " ثم حسنه ابن الجوزي بقوله: " وهذا وجه حسن " (٦) وذكر ابن الأثير ما عند الهروي، وأضاف إليه قول الزمخشري، والخطابي من غير عزو (٧).


(١) انظر تهذيب اللغة (٩/ ٤٥) واللسان (قدم).
(٢) تفسير القرطبي (١٧/ ١٩)
(٣) الفائق (٣/ ١٦٥)
(٤) البخاري (ومعه الفتح) (١٣/ ٤٣٤)
(٥) المشارق (١/ ١٣٨)
(٦) غريب ابن الجوزي (٢/ ٢٢٥). .
(٧) انظر النهاية (٤/ ٢٥).