فيه ما ترجمته كالآتي:" لقد نقل كثير من المفسرين وشراح الحديث النبوي أفكارهم عن أهل الكتاب دون تحر أو تمحيص عن مدى صحة ما يصل إليهم من أقوال الأمم السابقة، ومما يدل على ذلك ما فعله ابن حجر عندما فسر كلمة الآريسيين بالفلاحين، وهذا تفسير خاطئ وصله عن أمة النصارى، أما علماء اللاهوت فيعلمون تمام العلم أن كلمة الآريسيين مشتقة من كلمة آريوس وهو اسم لأحد الهراطقة والمبتدعة، ولقد انتشرت تلك الهرطقة بين النصارى في القرن الرابع الميلادي، حيث كون آريوس أنصارا تحالفوا معه ولقبوا بالآريسيين. ولقد حاربت. كنيسة الإسكندرية آريوس وفرقته إلى أن تم إخماد نشاط الآريسيين في القرن الخامس الميلادي. . . ولم يتوقف النقل عن أهل الكتاب عند حد شرح الحديث فقط، بل إن بعض أفعال عيسى وأقواله قد تسربت إلى سنة المسلمين ونسبت إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ومن أمثلة ذلك ما يدعيه المسلمون من أن نبيهم قد أعطى الشفاعة والمقام المحمود، ولكننا نعلم جميعا أن ذلك قد أخذ عن سفر أعمال الرسل حيث جاء فيه ما يلي: قال الرب للرب اجلس عن يميني فعندها يقضي عيسى بين الناس "(١).
ولقد زعم غيوم أيضا أن الإجماع عند المسلمين قد أدى إلى تلفيق السنة وضياعها حيث أورد في مؤلفه المسمى " الإسلام " ما يلي: " إن كثيرا من متون الأحاديث كانت قد اعتمدت من قبل المحدثين لعدم تعارضها مع ما توافقت عليه جماعة المسلمين. ومما يؤكد أن تلفيق الحديث كان شائعا قبل القرن الثاني الهجري، أن الاتهامات الخاصة بالوضع كانت منتشرة بين جماعات المسلمين المتصارعة. . . وعلى الرغم من أن كثيرا من المتون تشابه ما جاء عند اليهود والنصارى واليونان، إلا أن أحدا من المحدثين لم يجرؤ على ردها لأن الأمة كانت
(١) سفر أعمال الرسل ٢: ٣٤ من الكتاب المقدس ٢٠٤ " العهد الجديد ".