للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ألم ترين إلى فلانة بنت الحكم طلقها زوجها ألبتة فخرجت؟ فقالت: بئس ما صنعت. قال: ألم تسمعي قول فاطمة بنت قيس؟ قالت: أما أنه ليس لها خير في ذكر هذا الحديث " ((١).

وأخرج البخاري تعليقا من حديث عروة أنه قال: عابت - يعني أن عائشة عابت حديث فاطمة - أشد العيب وقالت: إن فاطمة في مكان وحش فخيف على ناحيتها، فلذلك أرخص لها النبي صلى الله عليه وسلم (٢).

٥ - التدقيق في طرق تحمل الحديث (٣) وأدائه سواء كان ذلك بالسماع من الشيخ أو بالقراءة عليه، أو بالإجازة منه، أو بالوجادة عنه وغير ذلك من طرق التحمل والأداء.

٦ - التشدد في مواصفات طالب الحديث من حيث عدالته وضبطه وعدم فساد عقيدته وفهمه وإتقانه وتبصره بالرجال، وغير ذلك من الصفات التي لا مندوحة عنها فيمن يتصدى لتحمل حديث رسول الله وأدائه. ويدلنا على ذلك ما جاء في " معرفة علوم الحديث " من قول يحيى بن سعيد ما يلي:

لا ينبغي لصاحب الحديث أن يكون ثبت الأخذ، ويفهم ما يقال له، ويبصر الرجال، ثم يتعهد ذلك " (٤).

وقال الحاكم: " ومما يحتاج إليه طالب الحديث في زماننا هذا أن يبحث عن أحوال المحدث أولا: هل يعتقد الشريعة والتوحيد، وهل يلزم نفسه طاعة الأنبياء والرسل صلى الله عليهم وسلم فيما أوحى إليهم ووصفوا


(١) أخرجه البخاري في كتاب الطلاق باب قصة فاطمة بنت قيس ٩/ ٤٤٧ (من صحيح البخاري بشرح فتح الباري).
(٢) أخرجه البخاري في كتاب الطلاق، باب قصة فاطمة بنت قيس ٩/ ٤٤٧ (من صحيح البخاري بشرحه فتح الباري).
(٣) فيما يختص بالتحمل والأداء يمكن اللجوء إلى تدريب الراوي ٢/ ١ - ٥٩.
(٤) معرفة علوم الحديث: ١٩.