للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجب عليه حياله، صلبا فيما يدعو إليه، مدركا ما يدعوه إليه الدور الجهادي من مهمة نحو نفسه، ونحو غيره. فالمعاندون الذين وقفوا من الإسلام موقف التحدي لا يزيحهم من اعتراض الطريق ومحاولة إبعاد الناس عن الدين الحق، ولا يسكت أصواتهم المسلطة للصد عن شرع الله، إلا التصدي لهم بالقوة، التي أمر الله الأخذ بأسبابها، في قوله عز وجل: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} (١).

وهذه القوة تتبدى في شعب كثيرة: إذ هناك قوة السلاح وقوة الرجال، وقوة التصنيع وقوة التدريب، وقوة العدد المتطورة، وقوة الإعلام، وهناك قوة المال، وقوة الاقتصاد، وقوة التعليم، وأهمها قوة العقيدة وغيرها من القوى العديدة.

فكل قوة متطورة في أي شأن من شئون الحياة، في كل زمان ومكان، تعتبر جهدا يجب الحرص عليه، والأخذ منه بما يناسب الحالة القتالية، لكي تكون الغلبة للمسلمين، وهذا مما يقوي المفهوم الجهادي للفرد وفي المجتمع، ومما يعين على مغالبة الأعداء عند مجاهدتهم، وليكون من ذلك وسيلة تذعنهم لمنهج القوة الإسلامية حتى يذلهم الله بالهزيمة، ثم القضاء عليهم، وتشتيت شملهم بقوة الإسلام المادية وقوة معنويات أبنائه عقديا.


(١) سورة الأنفال الآية ٦٠