للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وإذا حدث لأمر ما أن استرق، ثم ظهر أنه أقلع عن غيه، ونسي ماضيه وأضحى إنسانا بعيد الشر قريب الخير، فهل يجاب إلى طلبه بإطلاق سراحه؟ الإسلام يرى إجابته إلى طلبه، ومن الفقهاء من يوجب ذلك، ومنهم من يستحبه!!

وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالرقيق كثيرا، فقد ثبت أنه لما وزع أسرى بدر على الصحابة قال لهم: «استوصوا بالأسرى خيرا».

وروي أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعك أذن عبد له على ذنب فعله، ثم قال له عثمان بعد ذلك: تقدم واقرص أذني، فامتنع العبد، فألح عليه، فبدأ يقرص بخفة، فقال له: اقرص جيدا، فإني لا أتحمل عذاب يوم القيامة، فقال العبد: وكذلك يا سيدي: اليوم الذي تخشاه أنا أخشاه أيضا.

وكان عبد الرحمن بن عوف إذا مشى بين عبيده لا يميزه أحد منهم، لأنه لا يتقدمهم، ولا يلبس إلا من لباسهم.

ومر عمر يوما بمكة فرأى العبيد وقوفا لا يأكلون مع سادتهم، فغضب وقال لمواليهم: ما لقوم يستأثرون على خدامهم؟ ثم دعا الخدم فأكلوا معهم.

ودخل رجل على سلمان رضي الله عنه فوجده يعجن، فقال له: يا أبا عبد الله ما هذا؟ فقال: بعثنا الخادم في شغل، فكرهنا أن نجمع عليه عملين.

هذا مما أسداه الإسلام للرقيق من أياد!