للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنها تحدد بجلاء المقصود من هذه القوة الإسلامية أنه شرط لا ينفك عنه أبدا، بل لو انفك عنه لبطل المصطلح ولفسد الأمر واضمحل الهدف، إن معنى "في سبيل الله " أن كل عمل يقوم به المسلم يقصد به وجه الله، ثم المصالح العامة وسعادة الأمة فهو في سبيل الله، فإنفاق المال في وجوه الخير والبر إذا قصد به المنفق منافع دنيوية أو ثناء الناس فهو ليس في سبيل الله حتى ولو دفعه إلى مسكين أو معوز. إن كلمة "في سبيل الله" مصطلح يطلق على الأعمال التي تؤدى خالصة لوجه الله من غير أن يشوبها شيء من شوائب الأهواء والشهوات. والجهاد ما قيد بهذا القيد إلا للدلالة على هذا المعنى.

فالجهاد الإسلامي الحق لا بد أن يكون مجردا من كل غرض مبرءا من كل هوى أو نزعات شخصية لا يقصد إلا تأسيس نظام عادل يقوم عليه الناس بالقسط، ينشر الحق وينصر العدل. وفي النص القرآني: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ} (١)

وفي النص النبوي: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله (٢)» البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد.

والقرآن والسنة مملوآن ببيان هذا المعنى وتأكيده وضرورة التزامه.


(١) سورة النساء الآية ٧٦
(٢) صحيح البخاري العلم (١٢٣)، صحيح مسلم الإمارة (١٩٠٤)، سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٤٦)، سنن النسائي الجهاد (٣١٣٦)، سنن أبو داود الجهاد (٢٥١٧)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٧٨٣)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٤١٧).