للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في أصوله إلى التزام مبدأ العناية بتهذيب الفرد خاصة حتى يكون مصدر خير للجماعة؛ لأنه إذا صلح الفرد صلحت الجماعة. يقول تعالى مخاطبا رسوله وأنصاره: {فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (١).

وعنوان صلاح الفرد المسلم إنما يكون بامتثاله الأوامر واجتنابه النواهي: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٢).

وتناول المخدرات يعطل القيام بهذا الأمر العظيم إذ هي صادة عن ذكر الله مانعة من أداء الواجبات الشرعية من صلاة وصيام وغيرهما:

{إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (٣).

فأي ضرر أعظم من هذا الضرر الذي يصيب الإنسان في دينه ويصده عن عبادة ربه؟ ويكفي متناول المخدرات عقوبة وذنبا أنه لا يحل له قربان المسجد حتى يصحو ولا تصح صلاته حتى يعلم ما يقول، ولا تقبل منه حتى يتوب. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد في الرابعة لم يقبل الله له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه وسقاه من نهر الخبال (٤)» قيل: يا أبا عبد الرحمن وما نهر الخبال؟ قال: نهر من صديد أهل النار. أخرجه الترمذي وقال حديث حسن (٥).


(١) سورة هود الآية ١١٢
(٢) سورة الذاريات الآية ٥٦
(٣) سورة المائدة الآية ٩١
(٤) سنن الترمذي الأشربة (١٨٦٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥).
(٥) جامع الأصول في أحاديث الرسول جـ ٥/ ١٠٦ حديث رقم ٣١٢٨.