كبيرة على نفسه وعلى أسرته ومجتمعه فهو مستعد للتضحية حتى بقوته الضروري الذي يقيم صلبه وهو لا يحسن التصرف في ميزانية منزله وهدفه الوحيد والمفضل هو شراء المخدرات بأي ثمن مهما كانت حاجة الأسرة فهو مستعد كذلك بأن يضحي بقوت أولاده إرضاء لغريزته.
وتمثل المخدرات خسارة على المجتمع أيضا، وتسبب اضطرابا في جميع أجهزته ومؤسساته وكلما زادت ظاهرة استعمال المخدرات ارتفعت معدلات الجرائم الخطيرة مما يقتضي بالضرورة تدعيم أجهزة الرقابة في الدولة وتشجيعهم لمكافآت مالية وغير مالية على القيام بهذا العمل وهذا بالتالي يؤدي إلى مضاعفة الإنفاق المالي للدولة على هؤلاء العاملين في مكافحة المخدرات وهذا لا شك يشكل عبئا اقتصاديا على الدولة.
مما سبقا يتضح أن المخدرات تؤدي إلى فقد الكليات الخمس التي يحرص الإسلام على الحفاظ عليها.
أما الكليات الخمس التي اتفق الفقهاء عليها فهي:
(١) الدين (٢) النفس (٣) العقل (٤) العرض (٥) المال.
فسرعان ما يفقد متعاطي المخدرات دينه إذ يقدم على محرم شرعا ويترك الصلاة عمدا ثم تأتي بقية الأركان. وينهدم البناء من أساسه.
وثاني هذه الكليات هو الحفاظ على النفس. ولا شك أن المخدرات تؤدي إلى أضرار جسيمة بالنفس صحيا أوقد أوضحنا آثارها على الصحة، واجتماعيا، حيث الحوادث المروعة التي تؤدي إلى إزهاق الأرواح بسبب هذا الداء الخبيث.
وثالث هذه الكليات: العقل، ووظيفة المخدرات أساسا هي إزالة العقل أو المناطق العليا التي تتحكم في سلوك الإنسان وتعطيه الانضباط.
ورابع هذه الكليات هو العرض، ومدمن المخدرات وضيع المنزلة، فاقد السمعة الطيبة بين قرنائه، ليس له من تقدير الناس واحترامهم وحبهم حظ ولا نصيب.
فضلا عن أنه من الممكن أن يبيع زوجته وابنته وأخته من أجل الحصول