للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله، ولأنه أرفق بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق.

والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان ألا ينصرف إلا مع الإمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة (١)».

ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل والإكثار من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والاستغفار والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله عز وجل، ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: «ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله»، ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: «من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه»، ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح: «عمرة في رمضان تعدل حجة- أو قال- حجة معي (٢)» والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في الشهر الكريم كثيرة، والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويصلح أحوالنا ويعيذنا جميعا من مضلات الفتن. كما نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الرئيس العام

لإدارات البحوث العلمية والإفتاء

والدعوة والإرشاد


(١) سنن الترمذي الصوم (٨٠٦)، سنن النسائي السهو (١٣٦٤)، سنن أبو داود الصلاة (١٣٧٥)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (١٣٢٧)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ١٦٠)، سنن الدارمي الصوم (١٧٧٧).
(٢) سنن الترمذي الحج (٩٣٩)، سنن أبو داود المناسك (١٩٨٨)، سنن ابن ماجه المناسك (٢٩٩٣)، مسند أحمد بن حنبل (٦/ ٣٧٥)، سنن الدارمي المناسك (١٨٦٠).