للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله سبحانه: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (١) فمن بلغتهم الدعوة الإسلامية من غير المسلمين وأصر على كفره فهو من أهل النار لما تقدم من الآيتين، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار (٢)». خرجه مسلم في صحيحه، والأدلة في هذا المعنى من الآيات والأحاديث كثيرة، أما الذين لم تبلغهم الدعوة على وجه تقوم به الحجة عليهم فأمرهم إلى الله عز وجل، والأصح من أقوال أهل العلم في ذلك أنهم يمتحنون يوم القيامة فمن أطاع الأوامر دخل الجنة ومن عصى دخل النار، وقد أوضح هذا المعنى الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره لقول الله عز وجل: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} (٣) والعلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه " طريق الهجرتين " في آخره تحت عنوان " طبقات المكلفين " فنرى لك مراجعة الكتابين لمزيد الفائدة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس

عبد الله بن حسن بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز


(١) سورة الإسراء الآية ١٥
(٢) أحمد ٢/ ٣١٧ و٣٥٠ و٤/ ٣٩٦ و٣٩٨، ومسلم برقم ١٥٣، وابن مردويه، وسعيد بن منصور، وابن المنذر، والطبراني كما في الدر المنثور ٢/ ٣٢٥، والحاكم ٢/ ٣٤٢.
(٣) سورة الإسراء الآية ١٥