للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يعطف بالواو لما فيها من الإيذان بالمغايرة.

قدم الربوبية لعمومها وشمولها لكل مربوب، وأخر الإلهية لخصوصها لأنه سبحانه إنما هو إله من عبده، ووحده، واتخذه إلها دون غيره، فمن لم يعبده ويوحده فليس بإلهه وإن كان في الحقيقة لا إله له سواه ولكن المشرك ترك (١) إلهه الحق واتخذ إلها غيره.

ووسط صفة الملك بين الربوبية والإلهية لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره، المطاع إذا أمر، فملكه (٢) لهم تابع لخلقه إياهم، فملكهم (٣) من كمال ربوبيته، وكونه إلههم الحق من كمال ملكه، فربوبيته تستلزم ملكه، وملكه يستلزم إلهيته، فهو الرب، الملك، الإله. خلقهم بالربوبية وقهرهم بالملك واستعبدهم بالإلهية.

فتأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الألفاظ الثلاثة على


(١) في المخطوطة (ولكن ترك) وزدت كلمة (المشرك) من تفسير ابن القيم.
(٢) في تفسير ابن القيم (وملكه).
(٣) تفسير ابن القيم (فملكه).