للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة حطب على ظهره، فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه (١)».

وفي العمل تفضل على الناس بدلا من الحاجة إليهم واستغناء عن فضول أموالهم، وبذلك يكرم المرء نفسه أن تهون على غيره، فإن من عادة الناس أن يستخفوا بمن يحتاج إليهم، ويستهينوا بمن يتواكل عليهم، ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله (٢).

أرى الناس من داناهم هان عندهم ... ومن أكرمته عزة النفس أكرما (٣)

وقال العباس بن عبيد:

الناس ما استغنيت كنت أخا لهم ... وإذا افتقرت إليهم فضحوكا (٤)

وعن أيوب السختياني قال: الزم سوقك فإنك لا تزال كريما على إخوانك ما لم تحتج لهم (٥)، وعن أبي قلابة: إن أعظم العافية الغنى عن الناس، وقال الإمام أحمد: ما أحسن الاستغناء عن الناس.

وبالعمل يستطيع المرء أن يدرك كثيرا من وجوه الخير التي لا يستطيع إدراكها إلا من سعة كصلة الرحم، وقرى الضيف، والقيام بالمشروعات الخيرية، والصدقات الجارية، ومساعدة المحتاجين من الفقراء المساكين، أو المشاركة في كل ما هو عظيم الأثر كبير النفع للأمة، ولذا كان سعد بن عبادة


(١) أخرجه البخاري (الزكاة ٣/ ٣٣٥)، وأحمد (١/ ١٦٧)، وابن ماجه (الزكاة ١/ ٥٨٨).
(٢) جزء من حديث أخرجه البخاري (الزكاة ٣/ ٣٣٥)، ومسلم (الزكاة ٢/ ٧٢٩) من حديث أبي سعيد الخدري.
(٣) البيت للقاضي عبد العزيز الجرجاني من قصيدة مشهورة.
(٤) أخرجه ابن حبان في روضة العقلاء (٨٧).
(٥) روضة العقلاء (٢٢٦)، الحلية لأبي نعيم (٣/ ١١).