للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ (١)»، ونهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن إضاعة الوقت في الجلسات على الطرقات تلك التي اعتاد الناس أن يجلسوها، ولما اعتذروا إليه بأنهم لا يستغنون عن مثل هذه المجالس وجههم إلى ضرورة شغل الوقت في عمل الخير فلا يصح أن تكون هذه المجالس خالية عن فائدة، وجعل للطريق حقا على المسلم ينبغي أن يؤديه وحرمة لا بد أن يرعاها (٢)، وعندما تتسع مساحة الفراغ في حياة الإنسان فإنه سيجنح إلى السوء واللغو واللهو، ولذا فقد عمرت المقاهي والمنزهات والمنتديات والمجالس في عصرنا هذا بالكلام الفاحش، أو النظرة الماكرة، أو اللعبة المحرمة، وخلت من معاني الخير والفضيلة إلا في مجال ضيق محدود.


(١) أخرجه البخاري (الرقاق ١١/ ٢٢٩) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، الغبن: النقص وضعف الرأي (مختار الصحاح ٤٦٨).
(٢) أخرج البخاري ما يفيد ذلك (المظالم ٥/ ١١٢) من حديث أبي سعيد الخدري.