للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد عم بلاء الاعتداء على الأرض في أيامنا هذه، خاصة بعد ارتفاع أسعارها فلجأ بعض الناس إلى الاستيلاء على أراضي الآخرين غصبا وظلما، أو احتيالا بأرخص الأسعار أو بتزوير الوثائق والحجج، أو الاعتداء على الحدود ومنارات الأرض وتغيير معالمها، وكل هذا من الظلم الذي حرمه الله تعالى، وجعل لصاحب الحق الاقتصاص من الظالم يوم القيامة بقدر حقه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء (١)».

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين (٢)».

إنه طوق خزي وقلادة عار يقلدها الظالم المعتدي يوم القيامة فيكلفه الله تعالى نقل ما ظلم من الأرض إلى سبع أرضين ويجعله كالطوق في عنقه، وذلك في يوم يود الإنسان فيه لو تخفف من جلده وبعض أعضائه لما يجد من العرق والحر والهول، في يوم مقداره خمسين ألف سنة.

خامسا: أن لا يكون المزروع أو المغروس مما حرم الله تعالى من النباتات الخبيثة التي ثبت ضررها وفتكها بالصحة، أو تأثيرها على العقل والحواس، كالحشيش وما كان من جنسه، وكذلك الدخان لما ثبت من إضراره بالصحة، ويلتحق بهذا مما يزرع لغرض محرم كزراعة العنب بقصد اتخاذه خمرا أو لصناعة النبيذ أو زراعة الشعير لهذا الغرض، أو زراعة الخشخاش للحصول على المخدرات منه، وغير ذلك.

روي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من حبس العنب أيام القطاف حتى


(١) أخرجه مسلم (البر والصلة ٤/ ١٩٩٧).
(٢) أخرجه البخاري (المظالم ٥/ ١٠٣) ومسلم (المساقاة ٣/ ١٢٣٢).