للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البجلي، فإن أصيب فالمغيرة بن شعبة، ثم الأشعث بن قيس (١)، مما يدل على منزلة جرير الرفيعة عند عمر بن الخطاب.

وفي رواية، أن المغيرة بن شعبة حين كان واليا على الكوفة، أرسل جرير لفتح (همذان) (٢)، فقاتل أهلها فأصيبت عينه بسهم، فقال: " احتسبتها عند الله الذي زين بها وجهي، ونور لي ما شاء، ثم سلبنيها في سبيله "، ثم فتحها على مثل صلح نهاوند، وغلب على أرضها قسرا (٣).

وكان فتح نهاوند سنة إحدى وعشرين الهجرية (٤) وكان فتح همذان سنة اثنتين وعشرين الهجرية (٥).

وفي رواية أن الذي فتح همذان هو: نعيم بن مقرن المزني والقعقاع بن عمرو التميمي (٦)، ولا أرى تضاربا بين الروايتين، لأن فتح نعيم لها كان بقواته الخفيفة، أما فتح جرير فكان بقواته الضاربة، حيث ثبت فتحها وضمها نهائيا إلى بلاد المسلمين، فأصبحت جزءا لا يتجزأ من تلك البلاد.

وفي أيام عثمان بن عفان، افتتح جرير إرمينية (٧)، ولا يصح ذلك في المصادر العربية الإسلامية المعتمدة.

لقد امتدت ساحة جهاد جرير من بلاد الشام غربا، إلى العراق بخاصة إلى إيران شرقا، قائدا مرءوسا تارة، وقائدا مستقلا تارة أخرى، فأحسن في قيادته في الحالتين، وأثبت عمليا أنه قائد متميز.


(١) البلاذري (٤٢٥).
(٢) همذان: مدينة من أكبر مدن إيران وأقدمها انظر معجم البلدان (٨/ ٤٧٤).
(٣) ابن الأثير (٣/ ٢٣)، والبلاذري (٤٣٣).
(٤) الطبري (٤/ ١١٤).
(٥) ابن الأثير (٣/ ٢٢).
(٦) انظر التفاصيل في الطبري (٤/ ١٤٦ - ١٥٠).
(٧) البدء والتاريخ (٥/ ١٩٨) وانظر عما جاء عن إرمينية في معجم البلدان (١/ ٢٠٣ - ٢٠٦).