الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما للشيطان من سلاح أبلغ في الصالحين من النساء - إلا المتزوجين (١)». وهو المشاهد جليا في المجتمعات الشرقية بعامة، والمجتمعات الإسلامية بخاصة، وإذا كان الأمر قد تخلخل في هذا الزمان، فإنه لا يزال واضحا في البيئات الإسلامية المحافظة، والبيوتات الطاهرة.
وبالمقابل، فإن المجتمعات التي تعرض عن الزواج، ويروج فيها الاتصال الجنسي الخبيث، تشيع فيها الأمراض، وتتحلل فيها روابط الأسر، وتنحط فيها القيم والأخلاق.
وبرهان ذلك في المجتمعات الغربية المعاصرة، فقد رفعت شعار الحرية الجنسية، ونافحت عنه، حتى صار يزاحم قيود الزواج والعفاف، فانبجست الشهوات، واستحوذت الغرائز الجنسية على الأفراد، وشاعت فيهم أوكار المخادنات السرية، والملاهي الليلية، والأندية العارية، والأفلام المكشوفة، ونوادي تبادل الزوجات، وظاهرة الشذوذ الجنسي، ونكاح المحارم، والسحاق واللواط، ومواخير الدعارة، مما ينذر بانهيار اجتماعي، وسقوط حضاري، ودمار في القيم والأخلاق، وتفكك في الروابط الأسرية يهدد الأسرة الإنسانية بالزوال.
كما جر الإعراض عن الزواج والاستعاضة عنه بالاتصال الجنسي غير المشروع - العالم الغربي - إلى الأمراض الجنسية مثل: السلفس، والزهري، والسيلان، والاحتقان، والإيدز، حتى أمسى الغرب مهددا بعدوى هذه الأمراض أكثر من خطر القنابل الذرية والكيماوية، وبخاصة بعد أن وصلت هذه الأمراض إلى أرقام مذهلة " فهنالك ثمانون مليونا مصابون بالإيدز، والسيلان، والزهري، والهربز، والكلاميديا الجنسية، وخمسة عشر مليون فتاة أمريكية على علاقة جنسية مع آبائهن وإخوانهن، وعشرة بالمائة من العائلات