للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها تعويد المسلم صفة الجود والكرم والعطف على ذي الحاجة.

ومنها استجلاب البركة والزيادة والخلف من الله كما قال تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (١)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: يقول الله عز وجل: «يا ابن آدم أنفق ننفق عليك (٢)». .، إلى غير ذلك من الفوائد الكثيرة.

وقد جاء الوعيد الشديد في حق من بخل بها أو قصر في إخراجها، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} (٣) {يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} (٤)، فكل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة، كما دل على ذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار (٥)»، ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صاحب الإبل والبقر والغنم الذي لا يؤدي زكاتها وأخبر أنه يعذب بها يوم القيامة.

وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من آتاه الله مالا فلم يؤد زكاته مثل له شجاعا أقرع له زبيبتان يطوقه يوم القيامه، ثم يأخذ بلهزمتيه - يعني شدقيه - ثم يقول: أنا مالك أنا كنزك، ثم تلا النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: (٧)».


(١) سورة سبأ الآية ٣٩
(٢) صحيح البخاري النفقات (٥٣٥٢)، صحيح مسلم الزكاة (٩٩٣)، سنن الترمذي تفسير القرآن (٣٠٤٥)، سنن ابن ماجه المقدمة (١٩٧)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣١٣).
(٣) سورة التوبة الآية ٣٤
(٤) سورة التوبة الآية ٣٥
(٥) صحيح مسلم الزكاة (٩٨٧)، سنن أبو داود الزكاة (١٦٥٨)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٢٦٢).
(٦) صحيح البخاري الزكاة (١٤٠٣)، صحيح مسلم الزكاة (٩٨٧)، سنن النسائي الزكاة (٢٤٨٢)، سنن أبو داود الزكاة (١٦٥٨)، سنن ابن ماجه الزكاة (١٧٨٦)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٣٥٥)، موطأ مالك الزكاة (٥٩٦).
(٧) سورة آل عمران الآية ١٨٠ (٦) {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}