للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي آية آل عمران: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} (١).

فالمؤمن عند الشدائد يذكر الله ويعظمه، ويعلم أنه الناصر، وأنه الضار النافع، وأن بيده كل شيء، فبيده سبحانه الضر والنفع، وبيده سبحانه العز والنصر، وبيده جل وعلا تصريف الأمور لا يغيب عن علمه شيء ولا يعجزه شيء سبحانه وتعالى.

وعلق على ذلك الفلاح فقال عز من قائل: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (٢) فبذكر الله بالقلب واللسان والعمل الفلاح والظفر والخير كله.

فالمؤمنون في الشدة والرخاء يلزمون ذكر الله وتعظيمه والإخلاص له وإقامة حقه وترك معصيته، فيذكرون الله بإقامة الصلوات والمحافظة عليها وحفظ الجوارح عن ما حرم الله، وحفظ اللسان عن ما حرم الله، وذلك بأداء الحقوق، والكف عما حرم الله، إلى غير ذلك مما يرضيه سبحانه، ويباعد عن غضبه.

وذكر الله سبحانه يكون بالقلب واللسان والعمل كما تقدم، وفي ذلك الفلاح والفوز والسعادة والظفر.

- ثم قال سبحانه: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (٣) هذه هي الصفة الثالثة، وطاعة الله ورسوله هي من ذكر الله جل وعلا، ولكن نص عليها لعظمها وذلك بفعل الأوامر، وترك النواهي في الجهاد وغيره.

- ثم ذكر جل وعلا الصفة الرابعة وهي: الالتفاف والاجتماع والتعاون وعدم الفشل، فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} (٤)


(١) سورة آل عمران الآية ١٢٦
(٢) سورة الأنفال الآية ٤٥
(٣) سورة الأنفال الآية ٤٦
(٤) سورة الأنفال الآية ٤٦