للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه وبحمده: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (١) وقال عز من قائل: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (٢) {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (٣)، وقال سبحانه وتعالى في سورة العصر: {وَالْعَصْرِ} (٤) {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} (٥) {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (٦).

فهؤلاء هم الرابحون في كل مكان، وفي كل عصر، بإيمانهم العظيم، وعملهم الصالح، وتواصيهم بالحق والصبر عليه.

وهذه الفتنة هذا هو علاجها كما هو علاج كل فتنة بالصبر على الحق والجهاد والثبات عليه بشتى الوسائل الممكنة بالسلاح الممكن، والنصيحة الممكنة، وبكل طريقة أباحها الله، وشرعها لحل المشكلات، وردع الظالم، وإحقاق الحق.

وإذا خاف المظلوم من أن يغلب، واستعان بمن يأمنهم في هذا الأمر، وعرف منهم النصرة، فلا مانع من الاستنصار ببعض الأعداء الذين هم في صفنا ضد عدونا، ولقد استعان النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أفضل الخلق بالمطعم بن عدي لما مات أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان كافرا وحماه من قومه، لما كان له من شهرة وقوة وشعبية. فلما توفي أبو طالب وخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يدعوهم إلى الله، لم يستطع الرجوع إلى مكة، خوفا من أهل مكة، إلا بجوار المطعم بن عدي وهو من رءوس الكفار، واستنصر به في تبليغ دعوة الله، واستجار به فأجاره ودخل في جواره.

وهكذا عندما احتاج إلى دليل يدله على طريق المدينة استأجر شخصا من


(١) سورة محمد الآية ٧
(٢) سورة الحج الآية ٤٠
(٣) سورة الحج الآية ٤١
(٤) سورة العصر الآية ١
(٥) سورة العصر الآية ٢
(٦) سورة العصر الآية ٣