يصلح حالهم، وأن يقيم فيهم أمر الله، وأن يقينا وإياهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وقد رأيت أن أبسط القول في هذه المسألة، لإيضاح الحق، وبيان ما يجب أن يعتقد في هذا المقام، وبيان صحة موقف الدولة فيما فعلت، لأن أناسا كثيرين التبس عليهم الأمر في هذه الحالة، وشكوا في حكم الواقع وجوازه بسبب الضرورة والحاجة الشديدة، لأنهم لم يعرفوا الواقع كما ينبغي، ولعظم خطر هذا الظالم الملحد. . أعني حاكم العراق صدام حسين.
ولهذا اشتبه عليهم هذا الأمر، وظنوا واعتقدوا صحة ما فعله لجهلهم، ولالتباس الأمر عليهم، وظنهم أنه مسلم يدعو إلى الإسلام بسبب نفاقه وكذبه.
وربما كان بعضهم مأجورا من حاكم العراق، فتكلم بالباطل والحقد، لأنه شريك له في الظلم، وبعضهم جهل الأمر، وجهل الحقيقة، وتكلم بما تكلم به أولئك الظالمون، جهلا منه بالحقيقة، والتبست عليه الأمور.
هذا هو الواقع، وهو أن هذا الظالم اعتدى وظلم، وأصر على عدوانه، ولم يفئ إلى ترك الظلم. . والله سبحانه وتعالى قد أمرنا أن نقاتل الفئة الظالمة، ولو كانت مؤمنة حتى تفيء إلى أمر الله. فكيف إذا كانت الفئة الباغية كافرة ملحدة، فهي أولى بالقتال، وكفها عن الظلم، ونصر الفئة المظلومة المبغي عليها بما يستطيعه المسلمون من أسباب النصر والردع للظالم. . وقد حاول معه الناس ستة أشهر، وطلبوا منه أن يراجع نفسه ويخرج عن الكويت، ويرجع عن ظلمه وبغيه فأبى، فلم يبق إلا الحرب، ودعت الضرورة إلى الاستعانة بمن هو أقوى من المبغي عليه، على حرب هذا العدو الغاشم، حتى تجتمع القوى في حربه وإخراجه.
نسأل الله أن يقضي عليه، ويرد كيده في نحره، وأن يدير عليه دائرة السوء، وأن يكفي المسلمين شره وشر غيره وأن ينصرهم على أعدائهم، ويصلح حالهم، وأن يمنحهم الاستقامة على دينه، إنه سميع قريب.